احترام العلاقة الزوجية
ومن بين جزئيات العلاقة بين الجنسين، والتى تحدث عنها الاسلام، ما يحث على احترام العلاقة الزوجية، والالتزام بالوفاء لها "إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله، فإن البضع واحد ومعها مثل الذى معها" "رواه الخطيب عن عمر". كذلك "إذا جامع أحدكم امرأته فلا يتنحى حتى تقضى حاجتها كما يجب أن تقضى حاجته" "رواه ابن عدى فى الكامل عن طلق".
وقد أكد الاسلام أيضا أن العلاقة بين الطرفين يجب أن تكون، وفق رابط شرعى هو رابط الزواج، وإن تعذر ذلك فإن التعفف هو أسلم طريق لاجتناب الوقوع فى المعصية، يقول، صلوات الله وسلامه عليه "يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" "رواه البخارى ومسلم وأحمد عن عبد الله"، وتعنى الباءة: القدرة الجنسية، والمادية، أما الوجاء، فهو الضابط للشهوة والنزوات.
لباس التقوى
الثقافة الدينية تدعو إلى أن يكون المجتمع خاليا من مثيرات الجنس، ومهيجات الشهوة، ودوافع الإغراء، وفتنة التبرج، والمجون، والميوعة، باسم الحرية الإباحية والاعلانات التى تستجدى بجسد المرأة ومفاتنها، الزبائن، والمحلات، والمكاتب التجارية، التى تصطاد العملاء بالخليعات، ممن يمتهنّ كرامة المرأة، ويجعلنها "سلعة" فى يد السفهاء. فالستر واللباس، للجنسين مظهر حضارى وتكرمة انسانية، وارتفاع بقيمة الأفراد، يقول الله تبارك وتعالى "يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلّهم يذكّرون" "سورة الأعراف: آية 26".
تأمين الحماية
تكون الحماية: ذاتية أو جماعية. وتحصل الحماية الذاتية، من خلال التحصن بالعقيدة الاسلامية واحترام قوانينها فى مختلف المعاملات التى تتعلق بعلاقات الذات مع الآخر. ويتم ذلك بتجنب كل ما يثير الاستفزاز، الذى يساهم فى وقوع رد فعل عنيف، ما يؤثر على توازن العلاقة بين الطرفين . وقد قال تبارك
وتعالى "ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عدوا بغير علم.." "سورة الأنعام: آية 108".
التغيير ينطلق من الذات
يجب أن تتغير التصورات الذهنية حول العنف فى عقل الضحية والجانى على حد سواء، باشعارهما بخطورة العنف الممارس من قبل أحدهما على الآخر. لأن التغيير لا يحصل إلا انطلاقا من الذات، وقد قال جلّ جلاله "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم" "سورة الرعد: آية 11".
على الطرفين أن يدركا أن الحرية لها ضوابط أخلاقية إذا تجاوزها الجانى ينال جزاءه، يقول تعالى "ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا" "سورة النساء: آية 112". ومن المعتقدات الخاطئة فيما يتعلق بضرب الزوجة أنه "مفيد" وقد شرّعه الاسلام استنادا لقوله تعالى "واللاتى تخافون نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهنّ فى المضاجع واضربوهنّ فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا إن الله كان عليا كبيرا" "سورة النساء: آية 34"، هذه الآية يتّخذها البعض حجة تبرر ضربهم لزوجاتهم وينسون العظة والهجر، فى حين أنها آية مشروطة بالضرب غير المبرح. وقد فسّر المفسّرون الضرب غير المبرح بأنه ضرب غير شديد أو شاق ولا يكون القصد منه الإيلام واطفاء الغيظ، وإنّما التأديب والاصلاح والتقويم والعلاج.