عدد الرسائل : 355 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 02/07/2007
موضوع: هنا تسكب العبرات 2007-08-18, 9:03 am
على أبواب رمضان:هنا تسكب العبرات في أول أيام رمضان اعلم بأن فضل الله عليك كبير وحلمه عليك عظيم وستره عليك أعظم وأكبر وهذه بعض من النعم الكبيرة التي أنعم الله عليك بها , فأمهلك الله حتى رمضان . ولم يمهل غيرك فا حمدالله على هذا الكرم والجود , وسترك يوم كذا وكذا وفى نفس الوقت فضح غيرك وهتك ستره فاحمد الله على هذا الستر وعدم الفضح , ورزقك الله حين ضاقت بك السبل ولم يكلك إلى غيره أو إلى أحد أقرانك ليتعالى عليك بعد طلبك منه فاحمد الله , ولى فى هذه الرسالة عدة مطالب:
المطلب الأول. "لا تقل سوف أتوب" مات يوم 30 شعبان ولم يدرك أول ليلة من رمضان كان رحمه الله وعفا عنه ينوى أن يدخل رمضان حتى يتوب من الذنوب التي ظل طوال عمره يفعلها من نظر للمحرمات وغيبة ونميمة وكذب على الأقران والأهل والأصدقاء . فما أن اقترب شهر رمضان وقبل انتهاء شعبان ذكره أحد الأخوة بأن يتوب إلى الله ويرجع إلى ربه وألا يترك الصلاة كما هو الآن : فأجابه "رحمه الله" إنشاء الله سأتوب في رمضان وهو فرصة كبيرة لكي يتوب فيها العبد وحتى لا يعود !! وكانت المفاجأة أن مات موتاً مفاجأً كما أصبح معتاداً الآن في دنيانا. دخل قبره يا عبد الله وكان ينوى التوبة ولكن لم يسعفه عمره فمات ولم يتب ومشكلته في أنه قال "سوف" التي هي من أوثق الحبال للشيطان .. ونصيحتي لك أخي في الله أن تتوب الآن ..نعم الآن .. فأنت والله لا تدرى متى ميعاد موتك ؟! ولا تدرى أين مكان موتك .؟! فكن فطناً نبهاً تعتبر من غيرك ولا تعتبر بنفسك .. "أيها العبد: راقب من يراك على كل حال، وما زال نظره إليك في جميع الأفعال، وطهر سرك فهو عليم بمايخطر بالبال، المراقبة على ضربين، مراقبة الظاهر لأجل من يعلم، وحفظ الجوارح عن رذائل الأفعال، واستعمالها حذراً ممن يرى، فأما مراقبة الباطن فمعناها أدب القلب من مساكنة خاطر لا يرضاه المولى، وأجد السير في مراعاة الأولى، وأما مراقبة الظواهرفهي ضبط الجوارح عن رذائل الأفعال، واستعمالها في معالي الأعمال"**
المطلب الثاني . "ابك علىذنوبك" أما يحق البُكاء لمن طالَ عِصيانهُ: نهاره في المعاصي، وقد طال خُسرانه، وليله في الخطايا؛ فقد خفَّ ميزانه، وبين يديه الموت الشديد فيه من العذاب ألوانه.* يا أخي أسرفت على نفسك بالذنوب من مشاهدة للمحرمات وسماع للمحرمات وكلام فى المحرمات والخطى إلى وفى المحرمات والمساعدة على فعل المحرمات ونشرللمحرمات والمجاهرة بالذنوب بهذه المحرمات ثم تهز كتفك وتسير سيرة المطمئن بعد كل هذه الأعمال ابك يا أخي واندم على هذه المعاصي فعسى الله أن يتوب عليك ويغفر لك تقصيرك فى طاعته وجدك فى معصيته . بكيتُ على الذنوب لِعِظَم جُرمِي ... وَحَقَّلِمَن عَصَى مُرُّ البُكَاءِ فَلَو أَنَّ البُكَاءَ يَرُدُّ هَمِّي ... لأَسعَدتالدُّمُوع مَعَ الدِّمَاءِ .. المطلب الثالث . "عليك بالخوف من الله" إخواني: من علم عظمة الإله زاد وجله، ومن خاف نقم ربه حسن عمله، فالخوف يستخرج داء البطالة ويشفيه، وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه0 قال الحسن: صحبت أقواماً كانوا لحسناتهم أن تُردَّ عليهم أخوف منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها0 ووصف يوسف بن عبد المحسن فقال: كان إذا أقبل كأنه أقبل من دفن حميمه،وإذا جلس كأنه أسير من يضرب عنقه، وإذا ذكرت النار فكأنما لم تخلق إلا له0 وكان سميط إذا وصف الخائفون يقول: أتاهم من الله وعيد وفدهم، فناموا على خوف وأكلوا على تنغصٍ0 واعلم أن خوف القوم لو انفرد قتل، غير أن نسيم الرجاء يروح أرواحهم، وتذكرالإنعام يحيى أشباحهم0 ولذلك روى: (لَو وُزِنَ خَوفُ المؤمن ورجَاؤه لاعتدلا)0فالخوف للنفس سائق، والرجاء لها قائد، إن ونت على قائدها حثها سائقها، وإن أبت علىسائقها حركها قائدها مزيح الرجاء يسكن حر الخوف، وسيف الخوف يقطع سيف - سوف - وإنتفكر في الإنعام شكر وأصبح للهم قد هجر، وإن نظر في الذنوب حذر، وبات جوف الليليعتذر، وأنشد: أَظلَت عَلينا مِنكَ يوماً سَحابةً ... أَضَاءَت لَنا برقاًوأَمطَرتنا فَلا غيمَها فيائسٌ طامعٌ ... ولا غَيثَها باقي، فيروىعطاشها
وأخيراً . "احذر الغفلة" قالالله عز وجل َأَمَّا مَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَىالنَّفسَ عَنِ الهَوَى، فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوَى) فإناختلف المفسرون في المراد بمقام ربه على قولين: أحدهما: إنه قيام العبد بين يدي ربه يومالجزاء0 والثاني: إنه قيام الله تعالى عباده فأحصى ما اكتسب، والمراد بالهوى ههنا،ما يهوى العبد من المحارم ...فأذكرك الله ..فالله الله فى نهارك وليلك . والله الله فى نظرك وسمعك . ويأتى السؤال الأخير : إن لم تتب الآن في هذا الشهر الطيب المبارك فمتى ؟!!!