هل سمعتم بصدقة المشاعر

موضوع: هل سمعتم بصدقة المشاعر 2007-08-25, 6:16 pm

هل سمعتم بصدقة المشاعر؟؟

قد يكون ضعيفا ولا أحد له.. قد يكون جائعا وكسيرا.. ولا يجد كسرة خبز يأكلها أو حلويات كباقي الصغار يتلذذ بمذاقها.. وبالتأكيد لن يجد أنواع الأطعمة التي تجود بها موائد المترفين الذين لم يجربوا الجوع أو الحرمان يوما.. قد يشعر بالبرد في الشتاء ولا دفء يقيه إلا رحمة رب العالمين.. وقد يشعر بالحر وعظمة الشمس وهي تسلط أشعتها الملتهبة على رأسه الصغير ولا يجد ظل يحميه.. في حين الآف البشر يرزحون تحت هواء المكيفات المنعش أو يدغدغ أدمغتهم نسيم البحر البديع في رحلة عائلية يجتمع فيها القريب والبعيد .. وهو لا أحد معه..

وأهم من ذلك كله ربما لا يجد صدرا حنونا يحتضنه إذا مرض.. أو أحدا يخاف عليه.. ولا يوجد من يسأل عنه في المناسبات أو يبارك له في الأعياد.. ربما لم يتفاجأ في حياته بهدية في العيد.. لا يعرف ولم يتعلم سوى النظر في كل ما يحيط حوله من عجائب الدنيا بالنسبة لطفل مثله وأقل ما يتمنى يد أب تحتضن كفه الصغير برحمة.. أو دعوة أم تخترق ستار السماء تدعو له بالخير... أتعلمون من هو؟؟ إنه اليتيم...

كم هو مؤلم منظر الطفل ولا أهل له.. تائه بنظراته في المجهول.. تحيط به غربة الوحده من كل مكان.. كالصحراء الواسعه الموحشة..يتغلغل هذا الإحساس المؤلم في صدره فيغتال براءة الطفوله.. ويذبحها على مسلخ الحياة بلا رحمة.. إن التصدق بالمشاعر، والتبرع بالأحاسيس، وعمل القلب قبل عمل الجوارح يزيل سواد القلب، وينظف ما بداخله..ويخلصه من القسوة، وكأن المسح على رأس اليتيم تجديد لمشاعر القلب وغسلها من الأوساخ البشرية العالقة على جدرانه...

اخوتي من منّا لا يعرف فضل كفالة اليتيم، بل من منّا لا يعرف اليتيم، قد لا تكون كذلك، لكن اعلم بأن ما وقع لغيرك قد يقع لك أو لأولادك (لا قدر الله)، ان اليتيم أخوتي هو من فقد أغلى ما يمكن ان يمتلكه الإنسان، هل تصورت أنك يتيم؟ ان الذي يعرف الإجابة هو من عاش وعاصر اليتم بحزنه.. وغرق في بحر أحزانه.. واكتوى بنار حرمانه...

أن يعيش الإنسان دون ان يجد أباً يحنو عليه أو أماً تعطف عليه، فهو كالميت الضائع بين الأحياء، بل انه يموت كل يوم وكل ساعة.. قد يستغني الإنسان عن معطف فخم لا يستطيع شراؤه.. قد يمتنع عن أكلة محببة إلى قلبه حفاظا على صحته.. ولكنه لا يستطيع الاستغناء والعيش بدون أب وام.. فليس هناك أحن على قلب الطفل من أمه وأبيه..وكأن الرحمة والإنسانية اختزلت في قلبهما فقط..و لو دفعنا كل أموال وملايين العالم ليتيم واحد فقط فلن يعوضه ذلك فقد والديه أو حتى أحدهما..

فأين أنتم يا كرماء الأرض.. أما تريدون أن ترافقوا الرسول الكريم إلى الجنة.. فرب يتيم أطعمته وسقيته وألبسته وأويته يشفع لك يوم القيامه...وكما قال ربنا عز وجل: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) فكلما أحسنت أبدلك الله بالآف الحسنات ورزقك من حيث لا تدري..ازرع خير ا تهطل عليك أمطار الخير من الرحمن الرحيم بلا عدد..فالراحمون يرحمهم الرحمن...

وكما قال صلى الله عليه وسلم:" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا. (رواه البخاري).. ويساوي الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في موضع آخر بين كفالة اليتامى والأمور العظام في الإسلام؛ مثل القيام والصيام والجهاد في سبيل الله؛ حيث يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ومن عال ثلاثة أيتام كان كمن قام ليله، وصام نهاره، وغدا وراح شاهرا سيفه في سبيل الله"...

فقط مجرد خطوات إلى دار الهلال الأحمر ربما توصلك إلى الفردوس الأعلى بإذن الواحد الأحد.. وربما درهم واحد أسعدت به يتيما يبدلك الله خيرا منه بمئات الدراهم.. وربما كلمة حانية لطفل محروم توصلك إلى قمة السعادة وراحة البال...

تحياتي لكم.....